هل أخطأت روسيا بتحالفها مع إيران في الشرق الأوسط؟

-الإعلانات-

كتب طارق أبو زينب الإعلامي المتابع للشأن الخليجي والعربي في جسور:

يقول الصحافي الروسي، المحلل السياسي المهتم بقضايا الشرق الأوسط ديميتري بريجع: على الرغم من علاقات الحلفاء الرسمية مع الولايات المتحدة دعمت المملكة العربية السعودية موسكو بشأن مسألة خفض إنتاج النفط، لقد ألغى السعوديون بشكل أساسي القيمة الكاملة لسقف سعر النفط الروسي الذي حدده الغرب لأن العرض في السوق يتناقص الآن مما يعني أنه سيكون من الأسهل على موسكو بيع النفط لتلك الدول التي لا تلتزم بـ “السقف” وأيضا ذهب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد ، إلى أبعد من ذلك جاء إلى سانت بطرسبرغ وهذا أيضا دليل على العمق العلاقات الروسية الخليجية التي تتطور و تتحول الى علاقات عميقة بسبب الضغط الغربي على روسيا.
أزمة لبنان الاقتصادية والسياسية
وتطرق بريجع الى ازمة لبنان قائلا” : لا أعتقد ان روسيا اولوياتها لبنان ذلك لان ليس لروسيا الان الوقت الكافي للتدخل في شؤون دول أخرى بسبب الصراع الروسي الاوكراني ولكن قد تلعب روسيا دورا مهما في المستقبل ،اذا حلت مشاكلها واستطاعت العمل على تحالف قوي يرسم خريطة جديدة للمنطقة ولكن لنكن واقعيين روسيا في الوقت الحالي تحالفها ضعيف مقارنة بالتحالف الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة الاميركية وعلى روسيا العمل على تقوية العلاقات مع الدول العربية وبناء الثقة بينها وبين دول الخليج لكي تستطيع أن تحافظ على هذه العلاقات لوقت طويل وتبني استراتيجيات جديدة للمنطقة.
دور روسيا في سوريا

وشدد المحلل السياسي والباحث الصحافي الروسي ديميتري بريجع على دور روسيا في سوريا قائلا”: روسيا لها يد في منطقة الشرق الأوسط و بالأخص في سوريا حيث لها قواعد عسكرية وهيمنة قوية ونجاح روسيا في سوريا قد يؤثر على لبنان من الناحية الأمنية والسياسية بغض النظر عما إذا كان الاقتراح الروسي بعودة اللاجئين السوريين قد تم تنفيذه ، فإن الوجود العسكري الروسي ونفوذها في سوريا سيكون لهما تأثير حتمي على السياسة اللبنانية في المستقبل المنظور. وهذا يعني أنه بعد الإنقاذ النهائي لنظام الأسد ، قد يبدأ في اعتبار لبنان تذكارًا آخرا للحرب السورية .
زيادة عدد الاجتماعات الرسمية بمقدار الضعف تقريبًا منذ عام 2015 إلى عام 2018. و أولاً وقبل كل شيء ، بنجاح العملية العسكرية الروسية في سوريا ، التي انطلقت في 30 سبتمبر 2015 ، وترسيخ مكانة روسيا كقوة مؤثرة في المنطقة، كان يجب على النخبة السياسية اللبنانية في ظل الظروف الحالية أن تتكيف مع الحقائق السياسية الجديدة وتوازن القوى في المنطقة .
روسيا أخطأت بالتحالف مع إيران
واعتبر المحلل السياسي والباحث الصحافي الروسي ديميتري بريجع قائلا: اما الاخطاء التي ارتكبتها روسيا في منطقة الشرق الأوسط هو انها تقربت من النفوذ الإيراني في لبنان ،وكان من الأفضل التقرب من الأحزاب السياسية المسيحية والسنية في لبنان و الضغط على حزب الله لكي يوقف من هيمنته على السياسة اللبنانية وتهديد أمن منطقة الشرق الأوسط لانني اعتقد بأن اكبر مشكلة للبنان هي حزب الله لأن حزب الله هو أداة للحرس الثوري الإيراني .
واضاف ديميتري بريجع : أصبحت مشكلة اللاجئين السوريين عاملاً يجمع بين العلاقات الروسية واللبنانية ، بعد اندلاع الصراع العسكري والسياسي في سوريا ، وفقًا لمصادر مختلفة ، وجد حوالى 1.5 مليون لاجئ سوري مأوى لهم في لبنان. بصفتها أحد المشاركين الرئيسيين في تسوية النزاع في سوريا ، تبذل موسكو جهودًا كبيرة لإعادة اللاجئين والمشردين السوريين إلى وطنهم. و يعمل المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف المتحاربة والرقابة على حركة اللاجئين في سوريا وبحسب التقارير، في الفترة من 18 تموز (يوليو) 2018 إلى 27 آذار (مارس) 2021 ، عاد 257،092 شخصًا من لبنان إلى سوريا.
علاوة على ذلك ، تقدم روسيا مساعدات إنسانية للبنان لتلبية احتياجات اللاجئين من خلال مكتب المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ، وكذلك عن طريق الإرسال المباشر للبضائع الإنسانية على متن طائرات وزارة الطوارئ الروسية .
واضاف المحلل السياسي والباحث الصحافي الروسي ديميتري بريجع قائلا” :يتم تسهيل تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية إلى حد كبير من خلال أنشطة اللجنة الحكومية الروسية اللبنانية للتعاون التجاري والاقتصادي ، وكذلك مجلس الأعمال الروسي اللبناني في إطار غرفة التجارة والصناعة الروسية ،على الرغم من حقيقة أن وفود الدول تعقد اجتماعات سنوية منتظمة ، تعرب عن دعمها واهتمامها بالتعاون ، فإن ديناميكيات دوران التجارة في السنوات الأخيرة تظهر اتجاهاً تنازليا.ً
الحرب الروسية – الاوكرانية

اعتبر المحلل السياسي والباحث الصحافي الروسي ديميتري بريجع قائلا” : كل الأطراف تتحمل مسؤولية ما يحدث في أوكرانيا لا أحد يريد السلام كل طرف يريد أن يستفيد من الموضوع من أجل مصالحه الخاصة، الحل الوحيد هو عمل إصلاحات في نظام الأمم المتحدة لكي يكون هذا النظام عادلا ويعمل على حل النزعات الدولية أن كان في سوريا او في أوكرانيا لان الأمم المتحدة فشلت في الحل النزعات الدولية ووقفت بجانب طرف معين على حساب طرف أخر وهذا الشي يجب أن يتوقف.
الدول الاسلامية مطالبة بدور لها
وتساءل المحلل السياسي والباحث الصحافي الروسي ديميتري بريجع قائلا” : منذ الحرب في أفغانستان و الحروب التي خاضتها روسيا ضد الانفصالين في منطقة القوقاز الشمالي والصراع الروسي الاوكراني لم تلعب الدول الاسلامية اي دور من اجل وقف هذه الحروب و التأثير على المجتمع الدولي من اجل وقف ما كان يحدث بحق المسلمين، والإنسان بشكل عام في أفغانستان و تكرر نفس الشيئ في سوريا، اليمن، العراق، سوريا، ليبيا وغيرها من الدول العربية بعد الربيع العربي المشكلة تكمن في عدم وجود وحدة حقيقة بين الدول الاسلامية التي يمكن ان تساعد الدول الاسلامية ورسالة السلام في ان تلعب دورا لدى قادة الدول الاسلامية الذين اصبحوا تحت أمرة الدول العربية منذ اتفاقية سايكس بيكو التي قسمت الشرق الوسط الى مناطق نفوذ ، ما يحدث الان هو استكمال ما بدأه الاستعمار بعد الحرب العالمية الثانية واستكمال لسياسات الاستعمار بما يخص الكثير من الملفات في منطقة الشرق الأوسط و التعامل مع المحيط السياسي.
تركيا بدأت بتغيير سياساتها الدولية
واعتبر ديميتري بريجع: هناك تأثير في السياسة الدولية لعدة دول أسلامية منها تركيا بقيادة الرئيس التركي الحالي رجب طيب اردوغان الذي بدأ يغير من الدور التي تلعبه تركيا في السياسة الدولية بدءً من دور تركيا في المفاوضات بين روسيا و اوكرانيا حيث كان الدور القيادي لتركيا الذي أجبر الطرفين الروسي و الاوكراني على الجلوس على طاولة الحوار كما لعبت تركيا دورا مهما في توقيع اتفاقية الحبوب الذي كان هدفها الاساسي جر الطرفين نحو مفاوضات من الواضح بأن تركيا أيضا تحاول أن تلعب دورا مهما في المفاوضات بين أرمينيا و أذربيجان وقد تلعب دورا مهما في المفاوضات بين دمشق و المعارضة السورية بعد الانتخابات الرئاسية عام 2023.

العلاقات الدبلوماسية الروسية – السعودية

وفي هذا الصدد اعتبر رئيس غرفة التجارة العربية في البيرو وقنصل لبنان الفخري والمتخصص في العلاقات الدولية وفي الشوؤن الروسية العربية واللاتينة في القانون الدولي الدكتور حامد أبو ظهر قائلا: الاتحاد السوڤياتي السابق اول دولة اعترفت بالمملكة العربية السعوديه عام 1926 عبر الدبلوماسي كريم حكيموف ، وبعد انقطاعها لفترة طويلة ، عادت العلاقات بين البلدين ابان حكم الراحل الملك عبد الله رحمه الله ، وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز قام العاهل السعودي بزيارة رسمية الى روسيا عام 2017 ، ووقع حينها الملك سلمان بن عبد العزيز على مجموعة من الاتفاقيات مع روسيا ، كما قام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باول زيارة رسمية الى المملكة العربية السعودية عام 2007 .
تطور العلاقات الاقتصادية بين روسيا والسعودية

واضاف الدكتور حامد أبو ظهر : استمرت العلاقات بين البلدين بالتطور حيث ستشارك روسيا بالمناقصة لبناء محطة كهرونووية ونقلت الصواريخ الروسية عددا من الاقمار الصناعية لصالح المملكة العربية السعودية ، وبشكل تصاعدي يزداد عدد الحجاج الروس المسلمين سنويا من روسيا الى السعودية . واضاف الدكتور حامد أبو ظهر : استمر التشاور والتنسيق بين البلدين رغم إختلاف وجهات النظر حول الازمة السورية واليمنية ، بدأت تشهد تقاربا بالعلاقة بين روسيا والسعودية مع الازمة الاوكرانية حيث اخذت المملكة العربية السعودية موقفا محايدا مغايراً للضغوط الاميركية والتي تمثلت بزيارة الرئيس الاميركي جو بايدن للسعودية محرضا دول المنطقة ضد بعضها، بعكس الموقف الروسي الذي يسعى لحل الصراعات بين دول المنطقة من خلال اقتراح قدمه الرئيس بوتين بتشكيل مجلس يرعى الامن في الخليج بمشاركة دول المنطقة وأعضاء مجلس الامن ، بعيدا من التصعيد والتحريض الذي يمارس من الولايات المتحدة وإسرائيل .
تفاهم بين الرئيس الروسي وولي العهد السعودي

وشدد رئيس غرفة التجارة العربية في البيرو وقنصل لبنان الفخري والمتخصص في العلاقات الدولية وفي الشوؤن الروسية العربية واللاتينة في القانون الدولي الدكتورحامد أبو ظهر : على الانسجام والتفاهم بملفات عدة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان و عبر عنه الرئيس الروسي بقبول الوساطة السعودية لاطلاق سراح عدد من اسرى الحرب الروسية الاوكرانية ، وايضا الموقف المعلن للرئيس بوتين دفاعا عن الامير محمد بن سلمان منتقدا سلوك الرئيس بايدن والذي تجاوب معه عدد كبير من اوساط عربية واسعة.
واضاف أبو ظهر: تميزت الدبلوماسية السعودية الحالية والعلاقات الدولية في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الامير محمد بن سلمان والتي هي ركيزة رؤية 2030 بالتعاطي بالملفات السياسية والاقتصادية الدولية بالمباشر مع روسيا وغيرها، بالتالي انعكست على المملكة العربية السعودية بمد جسور دولية وتحالفات جديدة.

قد يعجبك ايضا