جبران باسيل “الجديد”: الحوار ثم الحوار

-الإعلانات-

تختلف الصورة بين الفضاء اللبناني العام والجلسة الخاصة في مكتبه، هو من شغل الاعلام وأقام الدنيا ولم يقعدها بعد تمضي الدقائق معه مسرعةً بين القضايا والأفكار والمشاريع.
بهدوء المتمكن يستقبلك رئيس التيار الوطني الحر، ومن يعرف جبران باسيل سابقاً عن قرب، يتلمس كم تغيرت شخصية هذا الرجل، وما العمر الا توليفة تجارب متراكمة، فهل عجنته الأيام والسنون وطيعته الظروف نحو “جبران جديد”؟.
تتلمس “الهدوء الزائد” في شخصية من أثار الزوابع والغبار في طول البلاد وعرضها منذ عقدٍ ونيف، وكان الأكثر تكلفةً على خصومه وهم يشوهون صورته وتياره وافكاره ومساره العام، فهل بدأت مميزات الرجل الخمسيني وقد خفتت ثورة الشباب؟ أم أنه فعلاً مرتاح لمسار الأمور العامة رغم وجع البلاد والعباد؟ منطقياً وعملياً العاملين معاً
عبئ الحكم
يتصرف المهندس براحة في مكتبه وقد انفرجت اساريره وخفتت الضغوطات عن كاهله منذ نهاية ولاية الرئيس ميشال عون، وقد انزاح حمل ثقيل بعدما حاولت الطبقة الحاكمة الصاق كل الموبيقات بالعهد القوي، فها هو وقد انتهى العهد وخرج ميشال عون بمواكبة جماهيرية الى الرابية تاركاً القصر فماذا تراكم فاعلين؟.
بهذه الروحية تتلخص وضعية التيار ورئيسه اليوم، هو شخصية صدامية صحيح، ولكنه كان مؤمناً بأفكاره ولا يننازل عنها فيتعرض للمواجهة العنيفة مع خصومه ويرهق حلفاءه ويشغل الناس دون توقف او استراحة، وللمفارقة تبين في عدد من القضايا أنه قد كان على حق.
يرتبك رئيس التيار من حال التردي التي وصلنا اليها وهي حال طبيعية لمسار طويل من الفساد والنهب المنظم والسياسات الخاطئة.
نبوءات باسيل
ليس من باب المزايدات والبروباغاندا الفارغة، ولكن الحق يقال في رجل صدم الرأي العام بمواقف اثبتت الأيام صحتها، حين أطلق شعارات محاربة الفساد مبكراً وعمل بدينامية جديدة من خلال الوزارات التي تسلمها كان يقول يومها ثمن الاصلاح الآن أقل بكثير من الانهيار الشامل، فقوبل بالتهكم وحين جاهر بالوقوف مع الدولة السورية كان تابعاً ومخبراً…. وهو العنصري مع اللاجئين السوريين فقط لأنه قال بتنظيم وجودهم على اراضي الجمهورية اللبنانية وها هي نتائج الفوضى اليوم.
والأوضح كان بصورة التزاحم العربي على أبواب قصر المهاجرين في دمشق المثال البارز على صحة مواقفه، فهو من وقف منذ سنوات في جامعة الدول العربية وصرخ بأعلى الصوت أن الوقت قد حان لعودتكم الى دمشق، ها هم اليوم يطبقون ما دعاهم اليه، ولم يقل للحظة “فليحكم الإخوان”.
لا يرتبك جبران من طرح التفاهم مع حزب الله على بساط البحث أياً تكن النتائج والتداعيات، هذا الاتفاق ليس كتاباً مقدساً ويمكن مناقشته، وهو بالطبع لن يذهب الى عداوة وقطيعة مع الحزب وبيئته كما الخصوم، ولكن المصارحة ضرورية.
المرشح أم صانع الروؤساء؟
لا يقارن المهندس نفسه بغيره من المرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية، ولكن لديه رؤية واضحة وصريحة في مقاربة القضايا الوطنية الكبرى، ولديه شبكة واسعة جداً من العلاقات المحلية الاقليمية والدولية، ولديه من الرادارات ما يفيض في قراءة مسارب الرياح المحلية والخارجية والى اين تتجه، ولكن بالنسبة اليه الأمور تسير بشكلها الصحيح طالما هو يبني على ارض صلبة من التأييد المسيحي والوطني، ويمكنه الاستنتاج أنه بكل الأحوال فإن أي مرشح جدّي للرئاسة سيمر من البياضة الى ميرنا الشالوحي ويحظى بمباركة الرابية،،، هو عرف كيف يحشر خصومه ويضعهم في مأزق، بين معراب وزغرتا واليرزة يمسك جبران من الوسط خيوط اللعبة بدقة، فهل وصلت الرسالة؟.
استنتاج
من يلتقي جبران باسيل هذه الأيام سيتلمس شخصية مختلفة، نهاية عهد الرئيس عون مع سنوات الخبرة والمعارك الطاحنة والعمر، بالاضافة لحالة الاستقرار التي وصل اليها بعدما عجزت ماكينات ضخمة من عزله واسقاطه وتشويه صورته، وأصلاً خياره الاقليمي قد ربح جولات متكررة من المعارك.
جبران اليوم أقرب ما يكون لرجل حوار هادئ، يتألم لواقع حال البلاد والعباد ويستمزج الأفكار والآراء لإيجاد الحلول، ولكنه يؤكد أن الحل السياسي بالدرجة الأولى يصحح الاقتصاد وليس العكس، والحل يكمن في اعادة النظر بالنظام ولماذا لا نذهب الى لامركزية موسعة…
جبران مستعد للحوار والنقاش بأي موضوع وبكل هدوء،،، فهل يلاقيه الآخرون؟؟؟.
التجارب التاريخية لا تشي بذلك…. لكن يبقى الأمل

رشيد حاطوم (خاص iconnews)

 

قد يعجبك ايضا