لهذه الأسباب لن يتراجع عون المسألة ليست تشكيل حكومة بل وجود وطن

-الإعلانات-

كتبت رندلى جبور:

مخطئ من يعتقد أن الكباش الحاصل اليوم هو كباش على عدد الوزراء في الحكومة، أو الحصص والأسماء داخلها. هذه كلها تفاصيل يمكن تجاوزها بلحظة، والمعركة الحقيقية هي على مستقبل لبنان.
كثيرون يسألون رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والتيار الوطني الحر: لماذا لا تتنازلون وتسهّلون تشكيل الحكومة ت نخلص؟ سؤال مشروع، ولكن الإجابة تتعلّق بالوجود. ليس وجود الرئيس عون ولا وجود التيار، بل وجود الوطن.
فالقبول بحكومة كيف ما كان، يعني التنازل عن التدقيق الجنائي الذي يكشف أين هي أموال الدولة وأموال المودعين ومن هم الفاسدون وما هو حجم الفساد وهدر المال العام ويؤسس لمحاسبة المتورطين. فهل يقبل الشعب اللبناني التنازل عن التدقيق؟
والقبول بحكومة كيف ما كان، يعني العودة إلى زمن الحريرية السياسية السابقة حيث كان مثلث الحريري- بري- جنبلاط يحكم ويتحكّم بكل شيء، وها نحن نحصد النتائج اليوم. فهل يقبل الشعب اللبناني بإعادة إحياء هذا المثلث؟
والقبول بحكومة كيف ما كان، يعني إعدام مبدأ الشراكة الحقيقية والميثاقية الفعلية وتسليم المسيحيين لآخرين يسمّون عنهم وزراءهم ويمارسون عنهم أدوارهم ويملون عليهم ماذا يقولون وكيف يتصرّفون كما كان حاصلاً قبل العام 2005. فهل يقبل شعب العيش الواحد، أن تكون طائفة بسمنة وطائفة بزيت؟
والقبول بحكومة كيف ما كان، يعني البقاء على الريع والاستدانة وهذه المرة في ظل انهيار النظام المالي والمصرفي، بدلاً من الذهاب إلى إصلاحات بنيوية تتعلق بالتحوّل الجذري من الاقتصاد المتكّل إلى الاقتصاد المنتج، من الخمول إلى الاستثمار بكل طاقاتنا اللبنانية.
والقبول بحكومة كيف ما كان، يعني القبول بأي شيء لاحقاً. فمن يقبل التنازل عن الدستور وعن الشراكة وعن الميثاقية وعن المعايير الواحدة وعن الاصلاحات وعن التدقيق الجنائي، يعني أنه يمكن أن يقبل لاحقاً بمشاريع كالتوطين ودمج النازحين والتفريط بثرواتنا النفطية والغازية والتسليم بحدود كيف ما كان، وبقاء لبنان تحت رحمة الخارج، الذي لم يقدّم لنا إلا الارتهان، وبعض مسكّنات للقبول بالأمر الواقع. وطبعاً ليس ميشال عون من يقبل بالتنازل ولا بالتوقيع على تسليم لبنان.
فذاك الذي لم يوقّع على الطائف وأصاب بعدم وضع توقيعه رغم أنه دفع الثمن نفياً وعذابات، لن يوقّع على أي مشروع تهديمي. إن ميشال عون لا يوقّع إلا على إصلاح لبنان، فاعطونا الإصلاحات وخذوا الحكومة لأن المسألة ليست تشكيل حكومة بل وجود وطن!

قد يعجبك ايضا