رسالة سعودية لأسامة سعد… هل تخلط الاوراق في صيدا ؟

-الإعلانات-

رسالة سعودية لأسامة سعد…هل تخلط الاوراق في صيدا ؟

جان الفغالي
كانت مدينة صيدا ، عاصمة الجنوب ، أساس الحركة السياسية للرئيس الشهيد رفيق الحريري ، كانت نقطة ضعفه ونقطة قوته في آن ، نقطة ضعفه لأنها مسقط رأسه، ونقطة قوته لأنه انطلق منها إلى المدى الأرحب . صحيح انه ترشَّح في بيروت ، لكن صيدا لم تغب لحظةً عن وجدانه.
كان يعرف أن في صيدا رمزًا عروبيًا ناصريًا هو معروف سعد ، وأدرك أن مَن ورثه هو نجله مصطفى سعد وليس اي شخصٍ آخر ، حاول التقرب من مصطفى سعد لكن اعتبارات المدينة ونهج ” التنظيم الشعبي الناصري ” حالا دون نجاح التقارب.
وعندما اصيب مصطفى سعد إصابة بليغة من جراء انفجار السيارة المفخخة التي استهدفته ، وضع الرئيس رفيق الحريري طائرته الخاصة بتصرفه لنقله للعلاج .
لكن الانتخابات تُفرِّق الأخوة عن بعضهم ، فكيف بالخصوم السياسيين ؟
حاولت “الحريرية السياسية” ان تضع يدها شعبيًا على صيدا، من خلال السيدة بهية الحريري، لكن المحاولة لم تنجح إلا نحو خمسين في المئة كحدٍ أقصى ، بقيت صيدا وفية لمعروف سعد ثم لمصطفى سعد ثم لأسامة سعد ، وإن اعطت المقعد الثاني لبهية الحريري ، وبهذا التقاسم غير الحبي أُخرِج آل البزري من المعادلة .
في ذروة اندفاعة 14 آذار ، حصد الرئيس فؤاد السنيورة مقعد أسامة سعد ، لكن الصيداويين لم يتراجعوا ، فاعادوا لاحقًا المقعد لأسامة سعد ، كأنهم يقولون : صيدا تتسع لجميع ابنائها وزعاماتها ، ولا احد يستأثر بصوتها.
حظي اسامة سعد بدعمِ حزب الله وحركة امل وبسرايا المقاومة ، وهي الذراع السنية المسلَّح لحزب الله لكنه لم يفقد هويته وبقي على مسافةٍ من الجميع .
عند اندلاع ثورة 17 تشرين ، بدأ التحول في الخطاب السياسي لأسامة سعد ، ما ازعج حلفاءه من قوى 8 آذار، لكن هذا الإنزعاج لم يُثنِ سعد عن مواصلة التعبير عن عدم وجود مسافات بين خطابه وخطاب الثورة . شيئًا فشيئًا شعر حلفاؤه انه اصبح في المقلب الآخر.
هذا التحوُّل كان محط رصد من حلفائه ، ومحط تقدير من جهات داخلية وخارجية فاعلة ، فوفق معلومات موثوقة ان القيادة السعودية بعثت برسالة إلى اسامة سعد، وفيما لم يُكشَف عن مضمونها ، فإن قريبين كشفوا انها تضمنت تقديرًا من المملكة لمواقف النائب سعد خصوصًا بعد 17 تشرين الاول 2019 لجهة تأييد مجموعات الثورة وانتقاد الطبقة السياسية التي تلوثت بالفساد .
وحيال هذا التطور ، المتمثل برسالة التقدير من المملكة لسعد ، وهي الحظوة الاولى من المملكة تجاهه ، فإن السؤال الذي يُطرَح هو: هل هذه الرسالة الإيجابية لأسامة سعد ، هي في المقابل رسالة سلبية للرئيس سعد الحريري ، عليه ان يقرأها جيدًا ؟ وهل تكون من مفاعيلها ان يكون المقعد الثاني في صيدا ، من نصيب ثورة 17 تشرين ، على حساب مقعد بهية الحريري ؟
يبدو ان عقاب الرئيس سعد الحريري لا يقتصر عليه وحده ، وما رسالة السعودية لأسامة سعد سوى رسالة أولى يُفترَض بمن يهمه الامر أو يهمها الامر أن يقرأها أو تقرأها جيدًا ، فلا زعيم مدللًا للمملكة في لبنان .

Media Factory News

قد يعجبك ايضا