بريكس ۲۰۲۳ مشاركة دولية

ماذا تعنى «بريكس»؟

بريكس هي اختصار لأربع دول الأعضاء هي (البرازيل وروسيا والهند والصين) BRIC وانضمت جنوب أفريقيا إلى المجموعة لاحقا في عام ۲۰۱۰ ، لتصبح « BRICS»، وفي حين أن أعضاء «بريكس» يمثلون ٤٢ من سكان العالم، إلا أنهم يتمتعون بأقل من ١٥% من حقوق التصويت في البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، حسب معهد الدراسات الأمنية ومقره في بريتوريا. ترقب العالم أمس قمة «بريكس» ۲۰۲۳ التي انعقدت في العاصمة جوهانسبرغ، ووفق وزيرة خارجية جنوب أفريقيا ناليدي باندور، تم دعوة قادة ٦٧ دولة ، و ٢٠ ممثلا لمنظمات دولية،

فيما شاركت ٤٠ دولة في القمة. وحضر قادة الصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا، ومثل روسيا وزير الخارجية سيرغي لافروف، والرئيس الصيني، بينما شارك الرئيس فلاديمير بوتين عبر تقنية «الفيديو كونفرانس». ناقشت مجموعة البريكس تعميق استخدام العملات المحلية في التجارة بين الدول الأعضاء في قمة بريكس، وهي خطوة تلقى

ترحيبا من المؤسسات الاقتصادية العربية. إن قمة تجمع «البريكس»، تأتي في خضم موقف دولي متوتر بسبب الحرب الروسية – الأوكرانية وهو ما انعكس على بلدان القارة الأفريقية وجعل منها ساحة لحروب دبلوماسية بين الغرب وروسيا والصين فيها منافسة على المصالح وتعزيز النفوذ في أفريقيا الغنية بمواردها الطبيعية. الملقت ان دول عربية أبدت اهتماماً بالانضمام إلى المجموعة،

وقدمت الجزائر ومصر والسعودية والإمارات إضافة إلى البحرين

والكويت والسلطة الفلسطينية، طلبات رسمية للانضمام إلى

مجموعة بريكس. وتشير تقارير أن انضمام السعودية فقط إلى بريكس قد يرفع حجم اقتصاد المجموعة بأكثر من 1.1 تريليون دولار. البريكس، أوراسيا، طريق الحرير ونتيجة الحرب الأوكرانية سوف يغيرون السياسة العالمية ويقلصون النفوذ الأميركي. الجدير ذكره ان دول البريكس انشأت بنك التنمية لدول بريكس الذي يشبه عمله صندوق النقد الدولي، وقد بدأ بنك التنمية فعلاً بالتفكير بشكل جدّي في استخدام عملات الدول الأعضاء في تمويل مشروعاته، لذلك يسعى إلى إصدار أول سندات بالروبية الهندية مع حلول أكتوبر المقبل. ويسعى بنك التنمية الجديد الى كسر هيمنة الغرب على

المؤسسات المالية. كما تسلّمت جنوب أفريقيا حديثاً 100 مليار راند (ما يعادل ٥,٢٧ مليار دولار من بنك التنمية لبناء الطرق وتعزيز إمدادات المياه والطاقة.

هل أميركا سوف تستسلم؟

أكيد لا فأميركا دولة عظمة لن تشنّ حروبا عسكرية بعد اليوم إلا إذا إستشعرت بالخطر المباشر، ومن المؤكد ان قدرتها سوف تتراجع لكنها ستبقى قادرة أن تعطل وتشعل فتيل الحرب حيثما تريد وأينما تريد وبإمكانها أن تقلب الطاولة أحيانا وما الـ NGO إلا خير دليل.

أين لبنان من كل ذلك؟

لبنان مشغول بأزماته الطائفية والمذهبية بالإضافة أن إنتمائه القسري لأميركا يجعله يخشى الخروج من العباءة الأميركية خوفاً على مصادرة الأموال التي نهبتها الطبقة الحاكمة والموجودة في البنوك الغربية…

مالك حجازي – كاتب وباحث سياسي

قد يعجبك ايضا