سعد الحريري عائد إلى جمهوره مؤقتا واشارة روسية لافتة

-الإعلانات-

كتبت سابين عويس في” النهار”: أقل من أسبوعين يفصلان اللبنانيين عن محطة أليمة في وجدانهم، فقدت في العامين الماضيين الكثير من وهجها ورمزيتها، بغياب رئيس الحكومة الأسبق ووريث الحريرية السياسية سعد الحريري، بفعل قرار قسري اتخذه بتعليق عمله السياسي، وابتعاده عن الساحة اللبنانية، يعود الحريري هذه المرة ليبقى لأكثر من ٧٢ ساعة وعلى جدول أعماله إلى جانب زيارة ضريح والده، حرص على لقاء قاعدة مشتتة، وساعية وراء من يعيد للطائفة موقعها ومكانتها في المعادلة السياسية الداخلية، رغم أن لهذه الطائفة امتدادات واسعة في المحيط العربي، انقطعت أوصاله بفعل التخلي السعودي عن الحريري. يأتي الحريري مستمعاً، ساعياً إلى لملمة تداعيات خروجه قبل عامين، من دون أية وعود أو آمال كبيرة يمكن التعويل عليها لعودة دائمة، قد تكون في الواقع رهن حجم الحشد الشعبي الآتي لملاقاته تحت شعار يحمل الكثير من المعاني “تعوا ننزل ليرجع”، أي إن الجمهور الأزرق، الى جمهور عابر للطوائف تجسّد في حركة الرابع عشر من آذار، بات يعي أن عودة الحريري تصبح واجباً وواقعاً لا يمكن تجاوزه، إذا أثبتت قواعده أنه حالة لا تنتهي بفعل تعليق العمل السياسي.

لا تعني دعوة الحريري إلى العودة في رأي مصادر سياسية، إلا دعوة داخلية وحتى خارجية إلى عودة ما تمثله الحريرية السياسية من الاعتدال السني في وجه التطرّف الذي بدأ يتفشى في ظل الفراغ على الساحة المحلية كما في المنطقة، إضافة إلى الدعوة إلى توفير عوامل الاستقرار من خلال إعادة التوازن إلى التركيبة السياسية في البلاد التي اختلت موازينها بتهميش المسيحيين واستهداف السنة.
كان لافتاً أن الكلام عن عودة الحريري ولو لأيام أو أسابيع قليلة ربما ترافق مع الإعلان عن استقبال نائب وزير الخارجيّة الروسي ميخائيل بوغدانوف، المبعوث الخاصّ للرئيس سعد الحريري، جورج شعبان الذي عرض وفق بيان صادر عن الخارجية الروسية، “رؤية الحريري وتصوّره إزاء تطوّر الأحداث في لبنان ولا سيما مسألة انتخاب رئيس جديد للجمهورية”.

وترى المصادر السياسية في هذه الاشارة حرصاً روسياً على استعادة الحريري دوره وموقعه في أكثر المسائل الشائكة والساخنة التي يواجهها لبنان اليوم: التطورات الأمنية والاستحقاق الرئاسي. ولا تستبعد أن تكون المملكة العربية السعودية على دراية تامة وعدم اعتراض على عودة الحريري اليوم، ولو موقتة، تمهيداً ربما لعودة تدريجية.

قد يعجبك ايضا