“تكويعة” جنبلاط في حسابات الرئاسة لصالح فرنجية

-الإعلانات-

مرسال الترس
بلع “السياديون” ألسنتهم بعد أن فاجأهم الموقف الذي اتخذه وليد جنبلاط، قبل أسبوعين، على هامش استضافته رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية و”ربعه” إلى مائدة عشاء عامرة، وقال في إثرها إنه لا يمانع في انتخاب فرنجية كرئيس للجمهورية، والذي اعتبره البعض “تكويعة” متوقعة، قد لا تكون الأخيرة، فيما راح السياديون ومعهم بعض أعضاء “اللقاء الديمقراطي” يفسرون الماء بالماء، ومنهم النائب “السيادي بامتياز” مروان حمادة، محاولين سحب ذلك الكلام الذي سقط على رؤوسهم وآذانهم كالصاعقة، ليقولوا بأن فحواه إن جنبلاط “لا يضع فيتو على أي اسم”، لا أكثر ولا أقل!

عندما نطق “وليد بك” بذلك الكلام، عاد البعض إلى عبارة تسربت عن لسان رئيس المجلس النيابي نبيه بري، قبل نحو سنة وبعد أن أعلن دعمه لترشيح فرنجية، تقول “اعملوا على جلب أصوات مسيحية لدعمه، أما جنبلاط فاتركوه لي”.

وإذا كان الأفرقاء الذين يدعمون فرنجية مطمئنين إلى أن عدد النواب الذي اقترع له في الجلسة الثانية عشرة هو 51 نائباً، قد بات من الماضي، لأن الحسابات باتت تستند إلى أن نسبة تتراوح بين 62 % و64 % من عدد أعضاء الندوة البرلمانية باتت لصالح فرنجية، فإن الأفرقاء المعارضين ـ على تشتتهم وعدم تقاطعهم ـ ما زالوا مصرين على رفع “راية” الوزير السابق جهاد أزعور الذي هو نفسه بات ينوء بالحمل الذي أُلقي على كاهله، فيغيب أشهراً عن الصورة لتعود مجموعة وتظهّر صورته على أنه “المخلّص”.

وفي هذا السياق يقول أزعور عن نفسه إنه حظَيَ بـ”توافقٍ مسيحي عريض”، كان جرى تجميعه بالتقاطع وليس عن اقتناع وهذا ما فسّر انفراط عقده بعد أول كوع، وإنه حظي “برعايةٍ من أعلى مرجعيات روحية”، مع أنها لم تكن تبخل على سواه بالتأييد، والأهمّ أن هذه الخلطة لم تكن مسيحيةً صافيةً، إذ كان فيها نوابٌ مستقلون وتغييريون، إضافة إلى كتلة النائب السابق وليد جنبلاط الذي بات في مقلب آخر.

أما لجهة إشارته إلى أنه ليست عليه أية “فواتير” ليسدّدها لأحد كما هي الحال لمرشحين آخرين، فإنه تناسى أن الكثير من النواب والأفرقاء سيسألونه عن الأموال التي هُدرت عندما كان وزيراً للمالية ولم يجرؤ حتى الآن على تفسير ذلك، لا أمام الرأي العام ولا أمام القضاء!

وفي كل الأحوال، فإن الجميع بانتظار الجلسة الثالثة عشرة التي سينتخب فيها النواب الرئيس الرابع عشر للجمهورية، والتي باتت المناورات بشأنها محصورة جداً، باستثناء بعض الكتل التي تعوّل على إشارة من هذا الغرب أو ذاك الخليج!

قد يعجبك ايضا