غطاء أميركي إماراتي لسعد الحريري وميشال عون اتصل به

-الإعلانات-

لفتت صحيفة “الأخبار”، إلى أنّ “الأربعاء 14 شباط، كان يوماً استثنائياً للمُستقبليّين، وكانَ أيضاً يوماً مُتناقضاً. بدأ بالحشود المتحمّسة للتوجه إلى الضريح للالتفاف حول رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، وانتهى بإعلان “الخيبة” بعدما أعلن أنه ليس عائداً الآن، وأن أوان هذا القرار لم يحن و”كل شي بوقتو”.

واعتبرت أنّ “الأهم في كل المشهد الشعبي والسياسي والدبلوماسي الذي رافق زيارة الحريري، هو مقابلته الحصرية على قناة “العربية – الحدث”، فـ”القصة” كلها قد تكون هنا. ومن هنا، واجب التساؤل: هل كانت هذه إشارة إلى شيء ما؟”، مبيّنةً أنّ “للمرة الأولى منذ اعتكافه العمل السياسي، يتحدّث الحريري بهذه الكثرة. يعطي تصريحات سياسية لأن “الاعتكاف لا يعني عدم قول الرأي”.

 

وأشارت الصّحيفة إلى أنّ “زيارة الحريري لبيروت هذه المرة كانت لها وظيفة أدّاها وفقَ المطلوب، وهي وفقَ الآتي:

– أولاً، إحياء النبض السّني في لحظة حسّاسة ودقيقة في المنطقة. وهذا لم يكُن ليتأمّن من دون وجود الحريري، الذي ثبت بالوقائع عدم قدرة أيّ من القيادات السّنية على ملء الفراغ الذي خلّفه، وأن ما من شخصية من بيروت أو الشمال أو الإقليم قادرة على استقطاب الآلاف إلى وسط بيروت. أُخرِج الحريري من “الصندوق”، للقول إن للطائفة السنية في لبنان رأياً في قضايا المنطقة عامة وفي ما يخص لبنان تحديداً، وإن لها زعيماً متى اتُّخذ قرار بتحريكه سيكون جاهزاً.

ثانياً، قيل الكثير في تفسير الموقف السّني من عملية “طوفان الأقصى”. وقيلَ أكثر في تفسير هذا الموقف من عمليات المقاومة في جنوب لبنان نُصرة لأهل غزة ومساندة للفلسطينيين. صحيح أن سنّة لبنان في غالبيتهم، بدوا في الظاهر وكأنهم يجلسون في المقعد الخلفي لمشاهدة العدوان على غزة، لكنّ الموقف غير معدوم الأساس. صحيح أن مشكلتهم الكبيرة كانت في غياب القائد الذي يوجّه البوصلة، لكنّ القاعدة عبّرت عن انحيازها الكامل إلى جانب المقاومة الفلسطينية، وكانت صور الناطق الرسمي باسم الجناح العسكري لـ”حركة حماس” أبو عبيدة التي انتشرت في طريق الجديدة وعدد من المناطق وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، خير تعبير عن وجهة هذه القاعدة ودعمها للمقاومة ضد العدو الإسرائيلي. جيء بسعد الحريري، في هذه اللحظة بالذات، ليتحدث عن منطق الاعتدال في وجه منطق التطرف في المنطقة. والتطرف، من وجهة نظر محور الاعتدال في المنطقة (المناصر ل​سياسة​ الولايات المتحدة) تمثله حركات المقاومة ضد إسرائيل. وبالتالي، كانت الرسالة إلى الطائفة السّنية بعدم الخروج من عباءة هذا المحور.

– ثالثاً، اختيار قناة “العربية ــ الحدث” (التي خصّها الحريري بمقابلة حصرية) يبيّن بما لا يبقي مجالاً للشك، أن هناك محاولة إحتواء سعودية لكل الحركة المفتعلة حول الزيارة. أصرت الرياض على أن يعلِن الحريري من إحدى وسائلها الإعلامية أن أوان العودة لم يحِن بعد، ما يعني أن لا قرار سعودياً بفكّ أسر الحريري السياسي”.

وتساءلت: “من سمح للحريري بفعل ما فعله وقول ما قاله؟ وفي وجه من؟”، مركّزةً على أنّ “المعلومات تتحدث عن غطاء أميركي – إماراتي للرجل، وهذا الغطاء هو من وفر الدعم المالي الذي أتاح تجميع الصورة بالشكل الذي خرجت به. فقد كان واضحاً الترحيب الأميركي الذي عبرت عنه السفيرة الأميركية ليزا جونسون خلال لقائها به. وكان هناك تقصّد بإظهار الرعاية الأميركية له، وهو موجه للرياض أولاً، وهو ما قد يرتد سلباً على الحريري نفسه إذا ما قرأتها رسالة تحد لها”.

حَسمها الحريري: الزرع والحصاد في مواسم الخير الآتية
في السياق، أفادت صحيفة “الجمهوريّة”، بأنّ “في جَوجلة لها حول انطباعات زوّار رئيس الوزراء السابق سعد الحريري، من كتل نيابية وقوى حزبية وشخصيات سياسية مختلفة أمّت بيت الوسط، خرج الجميع بانطباع واحد مفاده انه متمسّك بقراره تعليق العمل السياسي، لكن تعددت الخلاصات والاستنتاجات”.

وذكرت أنّ “أحد الزوار وصف زيارة الحريري لبيروت لمناسبة ذكرى استشهاد والده المرحوم رفيق الحريري، ولقاءاته مع بعض قياديي تيار “المستقبل” وكوادره، بمَن يشبه “رجلاً يتفقّد أرزاقه بعد غياب، فوجدها صالحة للزرع على أمل ان يزرع ويحصد في مواسم الخير المقبلة على لبنان والمنطقة”. لذلك، فالعودة الى ممارسة العمل السياسي مرهونة بما سيحصل من تطورات إيجابية في المنطقة، تنعكس بطبيعة الحال على لبنان”.

وأوضح الزوار لـ”الجمهوريّة”، أنّ “الحريري يرى انّ ظروف عودته الى العمل السياسي اليومي لم تنضج بعد، والمناخ القائم في لبنان والمنطقة لا يسمح بالمغامرة والعودة الى العمل السياسي في بلد منهار كُلّياً بل لا حياة فيه فعلياً، خاصة لجهة غياب الدولة واضمحلالها، ما دفعه الى البقاء خارج اللعبة السياسية اليومية، لأنه لن يتمكن من إنتاج ما يفيد البلد”.

ولفتت الصّحيفة إلى أنّ “الحريري أكد لزواره انه كان حريصاً خلال غيابه، على متابعة اوضاع لبنان بكل تفاصيلها السياسية والامنية والاقتصادية. ما دفع بعض الزوار الى الاعتقاد انّه لا يريد ان يحرق نفسه في هذا الجو غير المساعد، ويُفضّل ان تُتاح ظروف افضل تمَكّنه من العمل بإنتاجية. لكنه لم يُعطِ موقفاً جازماً ولا موعداً محدداً لنضوج التسويات الاقليمية التي تسمح بانفراجات في لبنان، ولا لنضوج عودته الى العمل السياسي؛ لكن كان هناك شبه تأكيد انّ عودته لن تطول”.

وشدّدت على أنّ “الحريري، يضيف بعض الزوار، لاحَظ “إيجابيات تمر بها المنطقة لجهة الحوارات والمفاوضات القائمة بين ايران والسعودية، وبين ايران والولايات المتحدة الاميركية”، معتبراً انها “ستريح المنطقة اذا أسفرت عن نتائج ايجابية، كما تفيد لبنان بالمحصلة الطبيعية، حتى لو أخذت وقتاً لتتبلور نتائج هذه الحوارات والمفاوضات”؛ لكنه يعتقد انّ “الوقت ليس لمصلحة لبنان، لذلك يجب استغلال الفرص المتاحة لمعالجة ما يمكن من مشكلات”.

كما أضافت: “لمس الجميع تأكيداً وحرصاً من الحريري، على ضرورة ايجاد طريقة او فرصة لخرق الجمود في الشغور الرئاسي، ووجوب انتخاب رئيس للجمهورية بأقرب وقت، حتى يستقيم عمل المؤسسات الدستورية وينتظِم. وهو قال ما مفاده طلا يمكن للبنان ان يستمر بهذه الفوضى الداخلية، لا سيما في ظل الظروف الاقليمية الصعبة القائمة، لذلك يجب معالجة ما يمكن من مشكلات قائمة”.

وحول موضوع الاستحقاق الرئاسي ايضاً، لمس الزوار، بحسب “الجمهوريّة”، أنّ “هناك مكانة خاصة عند الحريري لرئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية. وبَدا واضحاً دعمه له للرئاسة، من دون إغفاله وجود فرصة لدى قائد الجيش العماد جوزف عون”.

وبالنسبة لوضع الجنوب والتوتر الحاصل، اشار بعض الوفود الى تطابق وجهة نظره مع نظرة الحريري “بتحميل حزب الله مسؤولية ما حصل، ليس في الجنوب فقط بل في لبنان عموماً، وانّ الحزب يتصرف بطريقة غير مسؤولة، بينما يجب ان تكون المسؤولية مشتركة بين كل القوى لإخراج لبنان من الازمات”. ورأى انّ “التصعيد العسكري يضرّ أولاً بالمواطنين الجنوبيين”.

رسائل الحريري الى الداخل والخارج… وأبرزها الى المسيحيين!
على صعيد متّصل، ذكرت “الجمهورية” ما يلي: “قولوا للجميع انكم عدتم وانّو البلد ما بيمشي من دونكم”. قد تكون الرسالة الأقوى التي اختصر فيها رئيس الحكومة السابق سعد الحريري زيارته وكل ما “قيل وقال”. وهو توجّه من خلال هذه العبارة الى أنصاره، طالباً منهم القول لجميع الاطراف وفي الداخل تحديداً انهم “عادوا”، وانّ غربته السياسية لها توقيت ونهايتها قريبة”.

وبيّنت أنّ “الشق الثاني من الرسالة، “قولوا للجميع انّ البلد مِن دونكن ما بيمشي لأنّكُن نَبض البلد”، فقد أرادها رسالة للخارج وتحديداً للغرب والعرب، وللقول لهؤلاء إنّ الحريرية السياسية التي اتفقتم على استبعادها من الساحة السياسية اللبنانية، أثبتت بأنها نبض البلد وانّ البلد من دون نبضه لا يعيش”.

وكشفت معلومات لـ”الجمهوريّة”، أنّ “الحريري تلقى اتصالا من رئيس الجمهورية السابق ميشال عون فقط، ولم يتلق اي اتصال من القادة المسيحيين لا رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ولا رئيس “التيار الوطني الحر” النائب باسيل، لكن وفد “القوات اللبنانية” كان الأبرز وفق مشهدية الوفود الرسمية الحزبية”.

وأكّدت المعلومات أنّ “الرسالة الابرز ان لم نقل النصيحة الابرز، فقد توجه بها الحريري للمسيحيين وتحديدا لوفد “القوات”، محذراً اياهم من ضرورة الاسراع في انتخاب رئيس ، تخوفاً من فقدان المسيحيين مراكزهم في الدولة يوما بعد يوم … وضمناً كأنه عنى رئاسة الجمهورية!”.

وأفادت الصّحيفة بأنّ “وفق المقربين من الحريري، فانه اراد من خلال هذه النصيحة تحذير المسيحيين من ان آداءهم قد يفقدهم مراكزهم في الدولة اذا طال الشغور، لأنهم الحلقة الاضعف، وقد يدفعون ثمن اي تسوية تطرح تغيير النظام، وأن الامر سينسحب تلقائيا على موقع رئاسة الجمهورية؛ بخاصة اذا لم يقدم المسيحيون التنازلات… فيما لم يُفهم من كلام الحريري اذا كانت نصيحته رسالة ام تحليل شخصي، بحسب احد الحاضرين”.

قد يعجبك ايضا