لماذا بادر «الحزب» نحو الرئيس عون؟

-الإعلانات-

عماد مرمل -الجمهورية

بعد التصدّعات التي أصابت علاقة التيار الوطني الحر بـ»حزب الله»، صار اللقاء بينهما حدثاً، وباتت الصورة التي تجمعهما في حد ذاتها خبراً.

بهذا المعنى، فإنّ زيارة وفد كتلة الوفاء للمقاومة برئاسة النائب محمد رعد وعضوية النائبين حسن فضل الله وعلي عمار للعماد ميشال عون في الرابية كانت لآفتة من حيث الشكل كما المضمون، وتعكس على كسر الجليد وإبقاء جسر التواصل ممدوداً، سعياً الى تقريب وجهات النظر اذا أمكن، او أقلّه تنظيم الخلاف بحيث يبقى تحت السيطرة.

كذلك فإنّ مبادرة «الوفاء للمقاومة» حيال الجنرال في هذا التوقيت تؤشّر إلى رمزية أو خصوصية موقع عون لدى الحزب، والخيارات الاستراتيجية والمكلفة التي اتخذها عون دعماً للمقاومة في أصعب الظروف، سواء في حرب تموز او أثناء عهده الذي تعرّض خلاله لشتى أنواع الضغوط والحصار .

وإنطلاقاً من هذا «الرصيد»، يبدو واضحاً أنّ الحزب إختار «إحتواء» ملاحظات التيار الحر ، والتعامل معها بطريقة إستيعابية آخذاً في عين الإعتبار أهمية معالجة هواجس مكوّن أساسي في البيئة المسيحية.

ويبدو ان الحزب يميّز مآخذ قيادة التيار على قراره في جبهة الجنوب، عن طبيعة الانتقادات التي توجّهها اليه قوى في المعارضة، خصوصاً ان عون كما النائب جبران باسيل يستمران حتى الآن في دعم مبدأ المقاومة للدفاع عن لبنان حصراً في مواجهة أي عدوان إسرائيلي.

من هنا، ارتأى الحزب ان يشرح لعون عن قرب حقيقة ما يجري، علماً انّ مشكلة التيار مع الحزب تتعدى واقع الجنوب الى مسألة الشراكة الداخلية المرتبطة بإستحقاق رئاسة الجمهورية وسلوك حكومة تصريف الأعمال.

صحيح انّ لقاء الأمس ليس كافياً لسد الفجوات الواسعة في سقف تفاهم مار مخايل، لكنه يعطي إشارة رمزية إلى محاولة الحزب لمنع إنهيار هذا السقف بالكامل.

 

قد يعجبك ايضا