الراعي رعى إطلاق المؤتمر الوطني الماروني: نحن في صميم حرب مع إسرائيل يقرّرها فريق يورّط فيها لبنان

-الإعلانات-

أشار البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي، إلى أنّه “هناك إنتهاك سافر للدستور ظاهر بشكل خاصّ في عدم إنتخاب رئيس للجمهوريّة، من دون أيّ مبرّر، ولكن لأهداف مكشوفة وهي إقصاء الرئيس المسيحي المارونيّ الوحيد في هذا الشرق”.

كلام الراعي جاء خلال إطلاق جمعية “انماء معاد- جامعة الاسرة المعادية” برعاية البطريرك الراعي وحضوره، المؤتمر الوطني الماروني بالتعاون مع الرابطة المارونية و”تجمع موارنة من اجل لبنان” و”المؤتمر المسيحي الدائم”، خلال احتفال أقيم في MAJESTIC BYBLOS GRAND HOTEL في جبيل.

 

وقال الراعي: “نسأل أي شرعيّة لممارسة مجلس النواب الفاقد صلاحيّة التشريع، ولممارسة مجلس الوزراء الفاقد صلاحيّة التعيين وسواه مما هو حصرًا منوط برئيس الجمهوريّة. وهناك إنتهاك خطير آخر للدستور في المادّة 65 التي تعتبر “إعلان الحرب والسلم من المواضيع التي تحتاج إلى موافقة ثلثي عدد أعضاء الحكومة”. وها نحن في صميم حرب مع إسرائيل لا يريدها أحد من اللبنانيّين فيما يقرّرها فريق يورّط فيها لبنان والجنوب واللبنانيّين وهم كلّهم ما زالوا يعانون من الحرب اللبنانيّة المشؤومة ونتائجها. وبعد إبرام إتفاق الطائف (1989) الذي لا يُنفّذ بروحه وبكامل نصوصه، ظهر مليًّا غياب سلطة سياسيّة حاسمة في لبنان، فدبّت الفوضى وبات الحكم على الأرض للنافذين بمنصبهم أو بسلاحهم أو بمالهم أو باستقوائهم. وقد أقرّ رئيس الجمهوريّة السابق العماد ميشال عون في أواخر عهده: “لسنا في جمهوريّة، بل في جمهوريّات”، وما القول عن حالة الفقر المتزايد، ونزيف الهجرة، وخسارة أهمّ قوانا الحيّة، وعن النتائج الوخيمة لوجود مليوني نازح سوري على المستوى الإقتصاديّ والأمنيّ والإنمائيّ والإجتماعيّ والتربويّ”.

وذكر أنّ “هذا المؤتمر الوطنيّ المارونيّ جاء في وقته ومحلّه، ليكون وسيلة لإعادة معرفة ذاتنا اللبنانيّة ومسؤوليّتنا. فلبنان وقيمته الحضاريّة مسؤوليّة في أعناقنا. لبنان مريض ويجب تشخيص مرضه من أجل التزام شفائه. مرضه الأساسيّ أنّه فقد جوهر طبيعته وهو حياده الإيجابيّ الفاعل كوسيط سلام، ورائد حوارٍ وتلاقٍ، ومدافع عن حقوق الشعوب، وفي مقدّمتهم الشعب الفلسطينيّ. لا يستطيع لبنان أن يقوم بهذا الدور والرسالة إذا دخل في حروب ونزاعات إقليميّة أو دوليّة”.

إلى ذلك، ألقى طانيوس نجيم كلمة الرابطة المارونية شدد فيها على “ضرورة ان تلتقي جميع الإرادات الحسنة حول المرجعية البطريركية، المسؤولة أمام الله أولاً، وأمام تاريخنا الكنسي المشرف، بل أمام مستقبلنا المهدد والداعي إلى إحياء الثقة واستعادة الرسالة الدهرية”.

وقال: “كفانا إحباطاً وضياعاً؛ أما حان لنا واستحق على ضمائرنا، الاعتراف بأخطائنا المميتة وسكرنا العشوائي بالمصالح الشخصية والأنانية على حساب الخير العام؟ واجبنا الملحّ، بما لا يقبل الشك والتباطؤ ورمي الاتهامات على الآخرين، أن نتجرّد من حساباتنا الضيقة وأنانياتنا، فنتناسى بداية خصوماتنا المارونية المارونية، بل نتعالى على الأحقاد والتجريح، ونعقد العزم، في مواكبة المؤتمر على إحياء الإيمان والرجاء والمحبة، برعاية كنيستنا وقيادتها، فنتمكن من إحداث خرق منشود في المسيرة التراجعية التي تؤرقنا، ونستعيد زمام الرسالة التي تميزنا بها منذ الجذور”.

واعتبر رئيس “تجمع موارنة من اجل لبنان” بول كنعان في كلمته انه “ليس غريباً على الموارنة أن يجتمعوا من أجل لبنان، وهم الذين شكّلوا حجر الزاوية في إعلاء شأن هذا الكيان وازدهاره، وكانوا درعه الواقي في وجه محاولات تذويب هويته على مرّ العصور، وضرب فرادته في هذه البقعة من العالم”، مؤكدا أنّ “المارونية ليست كنيسة فقط، ولا انتماءً رعوياً، بل هي نهج حياة، ونمط عيش، وايمانٌ راسخٌ بالراقد على رجاء القيامة أولاً، وبالحرية ثانياً، ومن الإيمان والحرية ينبثق الحضورُ الثابت، المتمسّك بلبنان”.

قد يعجبك ايضا