تحذير من وقوع لبنان ضحية فخ إسرائيلي

- الإعلانات -

لفتت صحيفة “الجمهوريّة” إلى أنّ “التصعيد الإسرائيلي الكبير براً وجواً استوقف جميع الأوساط المعنية والمتابعة للمساعي الجارية إلى وقف العدوان الاسرائيلي المتمادي على لبنان، بموجب المقترح الأميركي المطروح لهذه الغاية، الذي أعدّ لبنان ردّه على مضمونه الذي سيتسلّمه الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين غداً لدى زيارته لبيروت، التي سينتقل منها إلى تل ابيب. ودلّ هذا التصعيد إلى أنّ إسرائيل تريد التملّص من الاقتراح الاميركي لوقف الحرب، مثلما كانت تملّصت من المبادرة الاميركية- الغربية- العربية المشابهة له، والتي أُعلنت في نيويورك على هامش الجمعية العمومية للأمم المتحدة في ايلول الماضي، بعد أن وافقت عليها”.

وأوضحت أنّه “بدا من هذا التصعيد الإسرائيلي العنيف قبيل وصول الموفد الاميركي الى بيروت، انّ اسرائيل تهدف الى أحد امرين: نسف المقترح الاميركي والاستمرار في الحرب حتى تحقيق أهدافها منها، او الضغط عسكرياً لتحقيق تقدّم في الميدان لفرض تنفيذ القرار الدولي 1701 وفق أقصى ما يمكن من شروطها، ولذلك عاودت أمس السعى لتحقيق تقدّم برّي في المنطقة الحدودية، في موازاة تكثيف غاراتها الجوية على الضاحية الجنوبية لبيروت والمناطق الجنوبية والبقاع”.

وحذّرت مصادر سياسية مواكبة عبر “الجمهورية”، من “مغبة وقوع لبنان ضحية فخ إسرائيلي يحشره بين خيارين لا يمكنه قبول أي منهما، ما يوحي للمجتمع الدولي بأنّه هو الذي يتحمّل المسؤولية عن إهدار فرص التسوية”، مركّزةً على أنّ “من الواضح أنّ خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو تقوم على مرتكزين عسكري وسياسي. ففيما ترفع مستوى ضغطها العسكري إلى الحدّ الأقصى بمحاولاتها التوغل براً في الجنوب، بهدف فرض وقائع جديدة على الأرض، وفيما تصعّد مستوى الاغتيالات والتدمير في الضاحية الجنوبية لبيروت والمناطق الأخرى، تمارس نهج التصلّب في المفاوضات وإملاء الشروط والمطالب التي تمسّ بكرامة لبنان وسيادته، بحيث يستحيل عليه تقبلها؛ ولو كانت أكلاف هذا الرفض وتداعياته ثقيلة جداً عسكرياً وسياسياً”.

وأبدت خشيتها من أن “يجد لبنان نفسه وحيداً في المواجهة الحالية مع إسرائيل، أكثر فأكثر، مع اقتراب تولّي الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب لزمام الأمور في واشنطن. ولذلك، يبدو الخيار الأفضل للبنان أن يستعين بما يتوافر له اليوم من وسطاء غربيين وعرب، لإمرار تسوية الحدّ الأدنى من الخسائر، لأنّ المرحلة المقبلة قد تكون محكومة بخسائر أكبر بكثير”.

إفلاس بنك الأهداف

بدورها، اعتبرت أوساط سياسية لـ”الجمهورية”، أنّ “التصعيد الإسرائيلي العنيف ضدّ لبنان وصولاً الى اغتيال مسؤول العلاقات الإعلامية في “حزب الله” محمد عفيف، ينطوي على الدلالات الآتية:

ـ الانتقال من التفاوض تحت النار إلى التفاوض تحت مزيد من النار، وبالتالي زيادة الضغط على الحزب والدولة، لدفعهما الى القبول بمسودة اتفاق وقف إطلاق النار كما عُرضت عليهما.

ـ ترويع البيئة الشعبية المؤيّدة للمقاومة عبر التدمير الواسع لممتلكاتها وارتكاب المجازر في حق اهلها، بغية تحويلها عامل ضغط على “حزب الله”.

ـ محاولة تأليب البيئات الأخرى على “حزب الله” والنازحين، من خلال تعمّد ان يلامس القصف مناطق مسيحية في محلتي الحدث وعين الرمانة.

إعادة إدراج بيروت ضمن دائرة الاستهداف، خلافاً للضمانات الأميركية التي كانت قد أُعطيت لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في السابق حول عدم قصف العاصمة.

ـ انتهاك متجدّد وصارخ لكل القوانين والأعراف الدولية التي تمنح الحصانة للاعلاميين، كما هو الأمر بالنسبة إلى استهداف الشهيد عفيف، الذي لا يشكّل اغتياله أي انجاز لقيادة الاحتلال، كونه كان مكشوفاً ويتحرّك علانية ويعقد المؤتمرات الصحافية ويحمل هاتفه.

ـ الانتقام من ثبات المقاومة في الميدان البري، واستمرارها في قصف عمق الكيان الإسرائيلي بالصواريخ والمسيّرات، مع ما يعنيه ذلك من إخفاق العدوان في تحقيق مبتغاه.

ـ إفلاس بنك الأهداف لدى العدو، بحيث انتقل إلى استهداف المستوى غير العسكري في “حزب الله”، وراح يكثّف إعتداءاته على الأماكن المدنية، في إشارة واضحة الى انّه بات يبحث عن إنجازات صورية ليس إلّا”.

المواجهة الدبلوماسية

في هذه الاجواء، ذكرت مصادر دبلوماسية لبنانية لـ”الجمهورية”، انّ “وزارة الخارجية ستشهد هذا الأسبوع مجموعة من اللقاءات المكثفة مع سفراء الدول الخمس الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، لمواكبة التحركات الدولية الهادفة الى وقف العدوان الاسرائيلي على لبنان”، لافتةً إلى انّ “الخطوط مفتوحة بين بيروت ونيويورك، لمواكبة نتائج الدعاوى التي رفعها لبنان امام مجلس الامن الدولي، رفضاً منه للاعتداءات المتواصلة على الأحياء السكنية، وتلك التي استهدفت مراكز طبية وانسانية ومراكز للجيش اللبناني”.

 

قد يعجبك ايضا