لقاء جمع جبران باسيل وأحمد الحريري لخمس ساعات

في عز الانشغال اللبناني بالجبهة الجنوبية ومسار أحداثها الميدانية وانعكاسها على التركيبة الداخلية، ثمة من بدأ باكرا بحراكه السياسي لحفظ رأسه في لعبة توازنات ما بعد الأزمة.

رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل واحد من هؤلاء الاطراف الذين يستشعرون خطر نتائج ما بعد الحرب على غزة والجنوب، ويعمل على حماية دور تياره وابقائه على قيد الحياة السياسية اللبنانية وحفظ رأسه وسط موجة التقلبات المقبلة. من هنا يسعى الرجل الى اعادة وصل ما انقطع مع اكثر من طرف انطلاقا من مبدأ الشراكة في الوطن التي تفرض على الجميع الجلوس على الطاولة للحفاظ على الصيغة المعرضة للانهيار في حال استمر الوضع على حاله من التشنج.

يرى باسيل أن المتضرر الاول في حرب غزة هو الطرف المسيحي الذي فشل في انتخاب رئيس للجمهورية بفعل تمسك كل فريق فيه بشروطه. ويعتقد الرجل أن معاداة حزب الله أو الشارع السني ستنقلب حكما على هذا الطرف الذي يعيش مرحلة صعبة بفعل عوامل ديمغرافية سياسية أفقدته دوره الريادي الذي كان يتمتع فيه قبل نحو مئة عام وساهمت القوى الاساسية وعلى رأسها التيار والقوات اللبنانية بتراجع هذا الدور نتيجة المناكفات السياسية بينهما والسماح لأطراف أخرى باستغلال هذا الوضع وتجييره لصالحها.

وفيما يسعى حزب الله الى توسيع بيكاره المقاوم نحو الشارع السني وتلقف حماسة المجموعات السنية المؤيدة لحماس وعلى رأسها الجماعة الاسلامية، كان باسيل يعمل على مد جسور التواصل مع أهل السنة، وجاءت زيارته الى عكار في هذا الاطار وتقصد الرجل أن تأخذ القرى السنية والعلوية الجزء الاكبر من زيارته، ومن هناك اطلق سلسلة مواقف كانت أقرب الى التماس شعور العكاريين السنة المؤيدين لمشروع حماس، وقد تقصد الرجل التوقيت ليقول لأهل السنة إن التيار الوطني الحر يُجاهر بموقفه الرافض لحرب الابادة الاسرائيلية على قطاع غزة وعلى الجنوب وهو على عكس الاطراف المسيحية الاخرى التي تنتظر تغير المعادلات آملة أن تكون لصالحها وتحكم البلاد وفق ما تأمل، وقد عمل باسيل على تسويق هذه الفكرة في اللقاءات التي جمعته بفعاليات المنطقة من عكار العتيقة الى البيرة وصولا الى وادي خالد الحدودية. استبق باسيل هذه الزيارة ايضا بلقاء مطول مع أمين عام تيار المستقبل أحمد الحريري استمر لأكثر من خمس ساعات حيث وضع الطرفان تصورا أوليا للمرحلة المقبلة والتي قد يكون تيار المستقبل الى جانب باسيل في الانتخابات النيابية عام 2026. هذا اللقاء لا يمكن فصله عن التواصل غير المباشر بين باسيل والرئيس سعد الحريري الذي أعطى الضوء الاخضر لامين عام تياره السياسي بالجلوس مع باسيل على الطاولة لوضع استراتيجية عمل مشتركة للاستحقاق النيابي المقبل كذلك سد الفجوات الكبيرة التي طرأت على تسوية الـ 2016 وتعلم الدروس منها.

لقاء باسيل الحريري الذي يشكل نقطة تحول سياسية في المعادلة الداخلية لاسيما بعد ارساء الهدنة جنوبا واقلاع قطار التسوية الرئاسية التي يعمل عليها، قد يفتح الباب أيضا أمام تسويات داخلية جديدة بين التيارين البرتقالي والازرق ويؤشر الى أن الرئيس سعد الحريري في طريق عودته الى الساحة السياسية وقد يكون حاضرا بقوة في الاستحقاق النيابي المقبل.
ومن مؤشرات التقارب ايضا، التنسيق الكبير بين باسيل وتكتل الاعتدال الوطني المقرب بدوره من تيار المستقبل ومن أمينه العام أحمد الحريري. وفي السياق تتحدث مصادر التكتل عن تناغم كبير ورؤية واحدة في مقاربة الملف الرئاسي، لافتة الى أن اللقاء مع رئيس التيار الوطني الحر الاخير لحظ اكثر من ايجابية لعل أبرزها تقاطع مبادرة التكتل مع مبادرة التيار والتي وضعت جميعها في ملعب الرئيس نبيه بري والذي يُنسق بدوره مع باسيل لانضاج التسوية.

من جهتها، لا تخفي مصادر في التيار الوطني الحر التناغم الكبير بين باسيل وتيار المستقبل من جهة، وبين الرئيس بري وباسيل من جهة أخرى، مشيرة الى أن التيار أدرك باكرا أن الانعزال عن كل ما يجري من حولنا هو ضربة كبيرة لمستقبله السياسي فقرر رئيسه الشروع بحراكه والاستفادة من تقاطعات المرحلة على عكس القوات اللبنانية التي عزلت نفسها في معراب وباتت على عداء مع تيار المستقبل وهي تنتظر شيئا عابرا للحدود لم ولن يأتي.

ليبانون فايلز – علاء الخوري

صدر عن هيئة شؤون الاعلام في “تيار المستقبل” البيان الآتي:

نشر أحد المواقع الالكترونية مقالاً بعنوان “باسيل ولقاء الخمس ساعات مع الحريري” يتضمن أخبارا عن “لقاء بين رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل والأمين العام لـ”تيار المستقبل” أحمد الحريري”.

تنفي هيئة شؤون الإعلام في “تيار المستقبل” حصول أي لقاء بين أحمد الحريري وباسيل، وتؤكد أن كل ما ُنشر عن اللقاء غير صحيح.

قد يعجبك ايضا