باحث اسرائيلي: لقد خسرنا سوريا ..الاسد تعاون معنا لأبعد الحدود ونحن أمام نظام جديد لا نعرف نواياه
ديفيد ياكوب/مركز الدراسات الإستراتيجية
يقول ياكوب : بشار الأسد الذي تعاملنا معه ومن قبله والده على مدى51 عاما، لم يشكلا هاجساً لنا، بل كانا متعاونين معنا إلى أبعد مدى، ولم نكن نشعر بأي قلق تجاه النظام السوري السابق.
فقد تعاون معنا النظام السوري في قصف واغتيال أهداف إيرانية عندما كنّا نضغط على بشار ببعض المعلومات..
وبعد حرب الشمال وتقليم أظافر حزب الله قررت حكومة بنيامين نتياهو قطع إمدادات خطوط الأسلحة، وضرب المواقع الإيرانية التي حصلت على معلوماتها من بشار ونظامه، ثم رتبنا لإعادة وبناء نظام الأسد بحيث يكون نظاما خاليا من الوجود الإيراني وفقا للمعايير الإسرائيلية، ومن ثم تقسيم سوريا إلى أربع أقاليم:
(سنية، كردية، علوية، درزية)، تكون تحت حكم الأسد.
لم يكن لدى إسرائيل في حساباتها خطر الإسلاميين في إدلب، ولا المعلومات الكافية عنهم على أنهم على أهبة الإستعداد، والتي استغلّت ضعف حزب الله وقد كانت مدعومة ومعدة من تركيا..
لقد كان الجيش السوري ضعيف جدا بدون حزب الله وإيران وروسيا ..
فقد تفاجأت إسرائيل مما حصل في سوريا من تحرك الإسلاميين بهذه السرعة وانتهازهم الفرصة الذهبية، فهي خطوة لم تكن إسرائيل تحسب لها حسابها، ولم تتوقع التنظيم العالي للإسلاميين وما لديهم من أسلحة الدرون المتطورة …
كما تفاجأت من عدم التدخل الروسي لحماية نظام الأسد، ومن ضعف الجيش السوري الذي انهار بهذه السرعة، والذي عزاه بعض القادة في إسرائيل إلى أن الجيش السوري كانت نسبة الطائفة السنية فيه أكثر عددا، ولم نكن ندرك أنه سيكون هناك تسليم للمواقع دون قتال..
ارتبكت الإدارة الاسرائيليه مما حصل، فسارعت اسرائيل إلى قصف أسلحة الأسد، والتي حصلت على مواقعها خوفا من وقوعها بيد الثوار، وتحسبا لامتداد الإسلاميين إلى الجولان، اتخذت اسرائيل قرارا بالتوسع والتوغل داخل غلاف الجولان ..
لقد كنّا السبب في إسقاط النظام السوري دون قصد، ولم يكن هدفنا إسقاطه أبدا، ولكن بسبب عدم الأخذ في الحسبان صعود الإسلاميين واستثمارهم الأحداث لإسقاط النظام في سوريا، والتي اتقنت تركيا لعبتها بكل احتراف، حيث استغلت عامل الوقت بدقة متناهية..
نعم كانت غلطة لا تغتفر لسوء التخطيط الإسرائيلي، والذي ركز على المخاوف من إيران وحزب الله، ولكن لم تكن حساباته دقيقة بخصوص الإسلاميين، الذين فاجأوا به الجميع، ومن ضمنها إسرائيل، فقد اقتنصوا الفرصة واستفادوا من ذلك، وهم الذين فازوا وخسرت اسرائيل ما كانت تخطط له.
*لقد خسرنا نظام الأسد..*
ونحن أمام نظام جديد لا نعرف نواياه.
وصدق المغرد يوفال بلومبيرغ عندما قال:
في المقابل (اللعبة) ضد أهل السنة هي فيلم مختلف تماماً.
لا إتفاقات معهم ولا تدخل أميركي ولا أمم متحدة ولا مجلس أمن.
لأن اللعب مع أهل السنة، هي لعبة خطرة..
محصلتها إما صفر، وإما الفائز يأخذ كل شيء، وفقا لقواعد القرن السابع الميلادي.
وهذا ما حصل في سوريا، لم تكن لعبة مع الإسلاميين، وإنما هم من لعبوها بطريقتهم واستغلوا الوضع والوقت وكانت النتيجة قد فازوا بكل شيء..